الثلاثاء، ٢٨ تموز ٢٠٠٩

الشعب يرفض التجمع لفسخ قانون الأمن الداخلي.



كوالا لمبور: الشعب من كل الطبقات من التجار والجمعيات اللاحكومية يطالب منظم التجمع غير المرخص لفسخ القانون الأمن الداخلي ومعارضيه في كوالا لمبور السبت المقبل أن يتراجعوا منه.

رأوا أن التجمع الذي سيقام في عدة أماكن في المدينة لا ضرورة لها وإنما يؤدي إلى الانزعاج وخطورة في الامن وأيضا يعرقل الاقتصاد من الانتعاش.

عبدالله بن حمزة، كوتا دامانسارا، ماليزيا

مختارات من بريتا هاريان


محي الدين: قوة كتلة الشعب فقط الوهم


تصريحات كبير الوزراء بولاو بينانج ليم جوانج اينج في سنغافورة حول قوة الأحزاب الثلاثة في كتلة الشعب لم تواجه أي امكانية الانكسار رغم أن الضغط الحاسم من الحزب الحاكم فقط عبارة عن رأي شاذ قال تان سري محي الدين ياسين نائب الرئيس ماليزيا.

عبدالله بن حمزة، كوتا دامانسارا، ماليزيا

الاثنين، ٢٠ تموز ٢٠٠٩

شرب الخمر: عارضة السياحة حكمت بستت أجلاد

.

المحكمة الشريعة العليا في كواتان أصدر الحكم على عارضة السياحة بدفع الغرامات خمسة آلاف رينجيت وستت أجلاد بعد اعترافها بشرب الخمر.

القاضي داتو عبد الحمن يونس أصدر الأمر ل كارتيكا ساري ديوي شوكارنور 32 سنة من سوغي سيفوت بيراق لاجراء الحكم بالجن إذا لم تقدر على دفع الغرامات.

شربت المنهمة الخمر من نوع تايجير بيير في جراتينج باي لونج في فندق جراتينج حوالي الساعة 11،40 ليلا في 11 شهر يوليو الماضي من تقرير برناما.


خالفت المتهمة الحكم تحت البند 136 من قانون إدارة الدين الاسلامي والتقاليد الملايو باهانج التي تؤدي إلى الغرامات لحد الأعلى خمسة آلاف رينجيت أو السجن لا يزيد من ثلاث سنوات أو الحكم بكلاهما والجلد لايزيد عن ستة اجلاد.


وقال القاضي عبد الحمن بعد قضاء الحكم بأن المحكمة لا تشك في اصدار الحكم نظرا بأن المتهمة اعترفت على فعلها في الاستدعاء الذي اجري في شهر ديسيمبر العام الماضي.


فاضت عينا المتهمة حين اصدار القضاء وطلبت تأجيل الحكم لاجراء طلب التحفيف عبر محاميها محمد زوكي جي محمد غاني.

السبت، ١٨ تموز ٢٠٠٩

جوا جوي مينج أعلن انضمامه إلى الحزب العدالة


الدكتور جوا جوي مينج الذي كان وزيرا لوزارة الصحة تابعا للحزب الحاكم أعلن خروجه عن الحزب الصيني الماليزي وانضم إلى الحزبي العدالة في أحد اللقاء العام أقامه الحزب العدالة في سانوي.


كان جوا جوي مينج أعلن عن تنازله من منصب رئيس الحزبي الصيني الماليزي فرع باكري يوم الخميس الماضي. عدد الحاضرين اللقاء حوالي 800 صفقوا حينما دخل جوا جوي مينج و أنوار إبراهيم في القاعة في الساعة 3،30 مساء.


هناك بعض الحاضرين مسكوا اللافتات معبرا عن الترحيب والتهنئة إلى جوا جوي مينج لانضمامه إلى الحزب العدالة عند دخوله إلى القاعة.

وفي خطابه قال جوا جوي مينج بأنه قد تنازل عن رئيس الحزب الصيني الماليزي فرع باكري لبدء مسيرته الجديدة نحو التغيير.


الترجمة من ماليسياكيني

بسطات الطعام ملاذ الماليزيين في رمضان


تنتشر في العاصمة الماليزية كوالالمبور بشكل ملحوظ -خاصة في رمضان- بسطات الطعام المتنوعة, وهي شكل مغاير للمطاعم المتعارف عليها. حيث يتم عرض موائد الطعام على شكل بسطة تحت مظلة. أما وجبات الطعام المتنوعة في هذه البسطات فيتم تحضيرها في البيوت, وغالبا ما تعمل العائلة كلها في إعدادها, ثم تنقل لعرضها في أماكن ازدحام الناس كمحطات القطار والأسواق والمجمعات السكنية.

ويلجأ الماليزيون ومن تفرض عليهم طبيعة أعمالهم التأخر في أيام رمضان أو في غيرها إلى هذه البسطات لتأمين وجبات متكاملة من الغذاء وبأسعار رخيصة نسبيا.

وتعرض الوجبات بشكل مفتوح (بوفيه) ما يتيح للمستهلك أن يختار ما يشتهي من الأطباق المعروضة, وبالكمية التي يريد, وكل بسطة تعرض أصنافا متماثلة من الوجبات فأطباق الخضار على حدة والطعام المطبوخ له بسطته, وكذلك بقية المأكولات الأخرى كالشواء والحساء والعصائر والحلويات، حيث توزع هذه الوجبات -فيما يبدو أنه اتفاق- بين البائعين في المنطقة الواحدة وحسب التخصص.

وتقول بائعة الحساء مازليا إن عائلتها تعد أنواعا مختلفة من الحساء, ثم تحضرها إلى هذا المكان المحجوز سلفا لها, مشيرة في حديثها للجزيرة نت إلى أن لديها عدة نكهات من الحساء فهناك الحار الغني بالتوابل, والحلو الذي يتم تناوله كنوع من الحلويات وغيرها, وهذا التنوع خاص بشهر رمضان, أما في غيره فيتم الاقتصار على أنواع محددة.

أما حارس محمد أحد الزبائن فيقول إنه يلجأ مثل غيره من الماليزيين إلى هذه المحال لضيق الوقت, إضافة إلى أن الطعام في معظمه مصنوع في البيوت, وهو متنوع وأسعاره مناسبة, أما في غير رمضان فغالبا ما يتم الإقبال عليها في ساعات الدوام.


بوتو بيرنغ حلوى رمضان
في زاوية أخرى من المكان الذي تجولت به الجزيرة نت لفت الانتباه قماش ملفوف, موضوع على ما يشبه الخزان المستدير وله فتحات في سطحه مخروطية الشكل يتصاعد منها البخار.

ولدى سؤلنا أوضح محمد شاه الذي اختص بهذا العمل هو وزوجته, أن هذه حلوى رمضان المفضلة لدى الماليزيين, وتسمى بوتو بيرنغ وهي عبارة عن جوز هند وقليل من الدقيق والسكر تحشى بالمكسرات, وتوضع في قالب قمعي الشكل يتناسب مع مخارج الخزان ويتم إنضاجها على بخار الماء المتصاعد.

قصب السكر وجوز الهند
أما العصائر فمتنوعة حسب طبيعة الفواكه الموجودة في جزر الأرخبيل المالاوي, غير أن أكثرها انتشارا هو عصير جوز الهند الذي يتناول طازجا من ثمرته, وقصب السكر الذي يروي ظمأ الصائمين في بلاد أغلبية سكانها من المسلمين.



حفاظ القرآن بماليزيا.. تكريم اجتماعي وحوافز مادية


منذ أن كان شابا يافعا كان حلمه أن يصبح مقرئا للقرآن الكريم, وكان يرى أن نعمة الصوت الجميل التي وهبها الله تعالى له, يجب أن تصرف في عمل صالح يؤجر عليه, إنه الحافظ إسماعيل بن محمد كبير الأئمة في المسجد الوطني في كوالالمبور.

هو واحد من أول دفعة للحفاظ تم تخريجها في ماليزيا عام 1965, تكونت من ستة أتموا حفظ القرآن على يد الشيخ الحافظ نور إبراهيم صاحب "تفسير الرحمن" المشتهر في دول الأرخبيل المالاوي.

واعتاد الماليزيون في السابق إرسال أبنائهم لحفظ القرآن الكريم إلى الدول العربية وتحديدا مصر, إذ لم تكن تتوفر في ماليزيا معاهد متخصصة لتحفيظ القرآن لقلة المدرسين والإمكانات المتاحة, إضافة إلى الاعتقاد السائد لدى المالاويين بأن القرآن يجب أن يحفظ عند أهله من العرب.

ورغم أن بن محمد مثل مع خمسة من زملائه أول دفعة للحفاظ المتخرجين في ماليزيا، فقد تم إيفاده إلى مصر لمدة خمس سنوات لتتسنى له دراسة القراءات المختلفة للقرآن الكريم والاطلاع على مناهج التحفيظ المتبعة في مصر.

وهناك تمكن بن محمد من تحقيق حلمه والتزم مجلس القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، الذي لمح تعلقه به وتمنى له أن يكون "حصري ماليزيا" كما يروي الحافظ الماليزي

تكريم الحفاظ

وخلال لقائه مع الجزيرة نت, أوضح إسماعيل أن لقب الحافظ يرتبط مع اسم كل من يتم حفظ كتاب الله تعالى ويصبح معروفا به, وهو نوع من التكريم الذي يحظى به الحفاظ في ماليزيا.

ومن مظاهر التكريم الأخرى لحافظ القرآن أن الماليزيين -وحتى بداية الستينيات من القرن العشرين- كانوا يمتنعون عن الزواج من أي فتاة لا تتم قراءة القرآن, وفي ذات الوقت كان الأهالي يعطون الأولوية لمن يتقن قراءة القرآن ويحفظ قدرا أكبر منه, عندما يتقدم الشبان لخطبة فتياتهم.

كما تأثر الماليزيون كثيراً بالقراء المصريين, حتى إن أول معهد لتحفيظ القرآن في ماليزيا -وقد تأسس في عام 1969 في المسجد الوطني بكوالالمبور- كانت لجنة التحفيظ المشرفة عليه جميعها من القراء المصريين, وقد كانوا يحظون بقدر كبير من التقدير والتكريم والحفاوة البالغة، ومعهم كل من زار ماليزيا من الحفاظ والقراء المصريين الكبار أمثال الحصري وعبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي.

راتب شهري
ويحظى الحافظ في أكثر من ولاية ماليزية, مثل "ترنغانو" و"كلانتان" وغيرهما بالحصول على راتب شهري يقدر بنحو 300 دولار, وهو من باب التكريم والحث على زيادة عدد الحفاظ كما أوضح الحافظ الشاب وان أصلان خير الدين.

وفي العادة يذهب الطلاب إلى معاهد التحفيظ بعد سن العاشرة بعد أن يكونوا تجاوزوا الصفوف الابتدائية في المدارس العادية, أما في بعض القرى فتستقبل حلقات التحفيظ في المساجد الأطفال بدءا من سن السادسة.

كما تفرض بعض الجامعات الماليزية كالجامعة الإسلامية العالمية, مقررات إلزامية في إتقان التلاوة لطلابها، كمظهر آخر من مظاهر الاهتمام بالقرآن الكريم, وهو ما أشار إليه المدرس بقسم القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية الدكتور الحافظ الجيلاني بن تهامي مفتاح (من تونس)، في حديثه للجزيرة نت.

ويرى مفتاح أن التكريم الذي يحظى به الحفاظ في ماليزيا يفوق كثيرا ما هو موجود في الدول العربية, وأن لقب الحافظ يعتبر ميزة مهمة لمن يحمله حيث يقدم في الحصول على الوظيفة, ويقدم في إمامة الناس والخطبة بهم, فضلا عن كونه يحظى بالتقدير في جميع المناسبات والمستويات الاجتماعية.

أما الطرق المتبعة في تحفيظ القرآن فلا فرق بين ما هو متبع في الدول العربية وفي ماليزيا, غير أن الحفاظ الماليزيين يجدون صعوبة أكبر في تثبيت الحفظ نظرا لاختلاف اللغة.

وتبث إحدى القنوات التلفزيونية الماليزية برنامجا يحمل اسم "قرآن أكاديمي" وهو خاص بالمتسابقين من حفظة القرآن وقرائه, "وإن كانت جوائزه تعتمد على جودة الصوت والتلحين في القراءة وليس على إتقانها", بحسب ما أشار إليه الحافظ إسماعيل.

.

الجمعة، ١٧ تموز ٢٠٠٩

الماليزيون يقبلون على تعلم العربية لفهم الإسلام


لم يمنع سيدة الأعمال الماليزية مركزها الاجتماعي من الجلوس من جديد على مقاعد الدرس، مثل كثير من الماليزيين غيرها الذين يرون في اللغة العربية صلتهم بدينهم، وإن كان دور العرب غائبا في مساعدتهم رغم الصلات الاقتصادية العديدة التي بدأت تربطهم بهم

.

إنها داتين تنكو نور عزيزة التي بدأت تعلم اللغة العربية منذ نحو عقدين، وتعود الآن للدراسة لا طلبا لمرتبة علمية, وإنما لفهم ما تقرؤه من القرآن الكريم وتفاسيره، ولتنهل من المكتبة العربية حتى تعرف أمور دينها.

في الآونة الأخيرة انضمت هذه السيدة التي يدل لقبها تنكو على أنها تنحدر من أصول ملكية، إلى دورة تعليمية في الأردن لمدة شهر نظمها أحد المراكز الخاصة لطلابه.

وعبرت عزيزة في حديثها للجزيرة نت عن سعادتها الغامرة بمشاركتها في تلك الدورة التي اعتبرتها أسلوبا متطورا للتعليم, يخرج عن الأساليب التقليدية المعتمدة في تعليم العربية بماليزيا

إقبال متزايد
ويجمع المهتمون بتدريس اللغة العربية في ماليزيا, على أن هناك إقبالا متزايدا على تعلم العربية في جميع المستويات العمرية والاجتماعية.

ويبدو أن الدافع الديني يحتل الموقع الأهم في تفسير هذه الظاهرة, كما يوضح الدكتور محمود عبدول رئيس جمعية اللغة العربية في ماليزيا, الذي نوه أيضا إلى اهتمام الكل حتى السياسيين بتعلم العربية, معللا ذلك برغبة الشعب في سماع الآيات والأحاديث النبوية في خطابات هؤلاء السياسيين.

وتشكل اللغة العربية مصدر افتخار لمن يتقنها من الماليزيين على اعتبار أنها تمثل ظل الإسلام, الذي يعد القالب والحاضن للهوية القومية لعرق الملايو.

وكما أن باقي الأعراق بماليزيا في غالبها تتقن ثلاث لغات، لغتها الأم والإنجليزية والمالايوية, فقد وجد المالايويون ضالتهم في العربية لتشكل بالنسبة لهم رأس المثلث, كما يقول خالد بني عمر وهو أردني مدير لأحد المراكز المتخصصة في تدريس العربية.

ويمكن اعتبار الانفتاح الماليزي على الدول العربية, وإقبال العرب على هذا البلد في مجالات السياحة والدراسة والتجارة، خصوصا بعد أحداث سبتمبر دافعا آخر لتعلم العربية.

حتى التجار الماليزيين من أصول صينية يجدون دافعا من هذا الباب لتعلم العربية، خاصة أن عددا من الوظائف تتطلب معرفة باللغة العربية كقطاع البنوك الإسلامية والترجمة والخدمات السياحية.

وقد أصبح للعربية نصيبها في جهاز المناداة على الرحلات في المطار، كما يلحظ القادم وجود لافتات باللغة العربية, إذ تستقبل ماليزيا نحو مليون زائر عربي سنويا.

وأمام هذا الإقبال المتزايد على العربية عمدت معظم الجامعات الماليزية إلى فتح أقسام للغة العربية, إضافة إلى وجود مساقات إلزامية في كليات العلوم الشرعية ومدارسها الثانوية.

كما أن وزارة الشؤون الدينية تبعث آلافا من الطلاب لتعلم العربية في بلاد العرب, ويوجد في مصر وحدها نحو سبعة آلاف طالب ماليزي كما يقول الدكتور عبدول.

تأثر الماليزية بالعربية
مع دخول الإسلام إلى ماليزيا, تأثرت اللغة المالايوية بالعربية بشكل كبير، تجلى في استخدام الحرف العربي بدل الرموز التي كانت مستخدمة في الكتابة المالايوية, حيث استخدم الماليزيون الكتابة العربية في شكلها المعروف بالخط الجاوي نسبة إلى جزيرة جاوا الإندونيسية التي منها انتشر الإسلام في الأرخبيل المالايوي.

ويكاد نصف مفردات اللغة المالايوية يكون ألفاظا عربية مع تحريف بسيط كما يقول الدكتور عبدول، إذ دخلت المصطلحات الدينية العربية إلى المالاوية دون تغيير, كألفاظ العبادات والمعاملات والمناسبات الدينية.

ويضرب عبدول لذلك عدة أمثلة كقولهم "معاف لاهر باتين" وتعني العفو في الظاهر والباطن, و"أبا خبر" بمعنى كيف حالك, "ديوان بيروكيلن رعية" وتعني ديوان وكلاء الرعية "البرلمان", وغيرها من المفردات.

تحديات وتقصير عربي
أما المعوقات التي تواجه العربية في ماليزيا فأهمها قدم المناهج المتوفرة لدى المعاهد، وضعف طرق التدريس, إضافة إلى عدم توفر فترات زمنية طويلة لممارسة ما تم تعلمه كما أوضح عدد من طلاب أحد المراكز التي زارتها الجزيرة نت.

ويرى الدكتور عبدول أن تقصير العرب تجاه لغتهم يعتبر واحدا من أهم التحديات التي تواجه نشر لغة القرآن في هذا البلد من بلاد المسلمين, إذ لا يوجد أي مركز ثقافي يتبع لأي سفارة من الدول العربية يهتم بنشر اللغة العربية رغم الشغف الماليزي بها سوى مركز واحد يتبع للسفارة الليبية.

وأشار إلى أن الجهود العربية لنشر العربية جهود فردية، مذكرا بما قام به الدكتور المصري محمد تقي الدين قنديل الذي زار ماليزيا قبل الاستقلال واستقر فيها حتى وفاته في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

فقد كان هدفه الأول خلال وجوده فيها هو تعليم العربية, وكان يقول "ليس لدى العرب في هذا العصر ما يقدمونه لغيرهم غير اللغة, فإذا تعلم المسلمون العربية تعلموا دينهم".

سجال جديد في ماليزيا حول سيادة عرق الملايو

أثارت تصريحات متتالية لقيادات حزبية حول مفهوم سيادة عرق الملايو في ماليزيا, سجالا جديدا بين الماليزيين في الآونة الأخيرة لا تشكل المعارضة والحكومة تحديدا طرفيه.

ورغم استثمار القضية من بعض قيادات الحكومة والمعارضة لتكون ميدانا للجذب والشد واختلاف وجهات النظر بينهما, فإن واقع التصريحات التي صدرت تشير إلى وجود اختلافات في الرؤى بين أعضاء في الحزب الواحد حول هذه القضية.

القضية لها جذورها التاريخية, إلا أن تصريحات المسؤولين والقيادات الحزبية والعرقية -والتي تلت فوز باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأميركية- أكسبتها حلة جديدة وجعلت منها حلبة لإبراز وجهات النظر المختلفة حولها، بحسب فهم النائب الإسلامي المعارض مجاهد راوا.

ويقول راوا للجزيرة نت إنه منذ الاستقلال تم التوافق بين الأعراق الثلاثة الرئيسية -الملايو والصينيون والهنود- على أسس تنظم العلاقة بينها, وهي أن الإسلام دين الدولة والملاوية لغتها, إضافة إلى احترام النظام الملكي للبلاد

وكان رئيس منظمة الشفافية الدولية رامون نافاراتنام قد عقب في تصريحات على فوز أوباما بقوله "أثبتت الولايات المتحدة للعالم أن الأقليات تحظى بفرصة التنافس مع جماعات الأكثرية, بل وحتى تذليل العوائق لإحراز منصب رئيس أكبر دولة بالعالم, من ذلك يجب علينا كماليزيين أن نطرح جانبا نظريات التفوق على الآخر بغض النظر عن العرق, والكفاح من أجل تطوير القيادة الجيدة وإنتاج أحسن القادة بدون التأثر بخلفياتهم".

غموض التعريف
وعزا كثير من المحللين الخلاف حول موضوع السيادة إلى وجود غموض كبير في تعريف المصطلح, وهو ما يفسر وجود اختلافات بين الملايو أنفسهم وحتى داخل الحزب الواحد, إضافة إلى عدم وجود نصوص دستورية تؤصل القضية, وهو ما ذهب إليه الناشط الحقوقي شاندرا مظفر الذي كان هندوسيا ثم أسلم قبل فترة.

ودعا شاندرا في حديثه للجزيرة نت إلى ضرورة الاتفاق على تعريف واضح للمصطلح قبل الخوض في تفاصيله, مشيرا إلى أن كون دين الدولة الإسلام بنص الدستور يحتم أن تكون الحكومة في غالبية أعضائها من المسلمين, والأمر ذاته ينطبق على رئيس الوزراء.

واستدرك أنه من المتعارف عليه أن تطبيق النظام الديمقراطي في دولة ذات أعراق مختلفة مثل ماليزيا يستوجب احترام نتائجها مهما كانت, "وإن كان الواقع لا يحتمل أن تكون الأغلبية البرلمانية إلا لعرق الملايو نظرا لأنهم يشكلون غالبية السكان".


بين المعارضة والحكومة
وكان وزير الخارجية الماليزي رئيس يتيم قد دعا الماليزيين من عرق الملايو الشهر الماضي أثناء منتدى "القضايا الشرعية والحقوق الفطرية في الدستور", إلى مزيد من الوحدة والتضامن لتقوية موقفهم أمام ما سماه "تشويه سمعتهم والسخرية بهم بهدف إلحاق العار بهم", وهو ما أدى إلى "فقدان الكرامة والقيادة".

وقال إن سيادة عرق الملايو انبثقت من سلطة الحكام الملايو وامتيازاتهم, كونهم أصحاب الأرض التاريخيين.

من جانبه رأى زعيم المعارضة الماليزية أنور إبراهيم "أن مبدأ سيادة عرق الملايو الذي تنادي به بعض الأوساط يُثري مجموعة صغيرة فقط من عرق الملايو في حين أن القسم الأكبر منهم لا يزال في حالة يرثى لها", واعتبر أثناء محاضرة له في ولاية بيرق الأسبوع الماضي أن ذلك "أمر غير مقبول", مشيرا إلى قول وزير العدل السابق والعضو البارز في الحزب الحاكم زيد إبراهيم "بأن مبدأ سيادة الملايو قد باء بالفشل".

وفي محاولة منه لوضع حد للجدل الدائر قال وزير الثقافة والتراث شافع أبدال أثناء جلسة للبرلمان الأسبوع الماضي "إن مبدأ سيادة الملايو لا يعني أنه توجد وضعية سادة وعبيد وسط الأعراق المتنوعة في البلاد", ودعا النواب وقادة الأحزاب إلى عدم تسييس الموضوع وتحريفه على اعتبار أن "تميز الملايو يرجع إلى سيادة البلاد بناء على الملكية الدستورية التاريخية المتأصلة في ولايات الملايو".